قد يكون في اتهام النساء للرجال بأنهم كاذبون شيء من الصحة، فقد دلت دراسة أجرتها "فيرجن" على أن رجلاً من بين كل عشرة تتراوح اعمارهم ما بين 18 و40 سنة يكذب بشأن راتبه ويضيف له أرقاماً خيالية، و25% من الرجال الذين أجريت عليهم الدراسة كذبوا بشأن قدرتهم الجنسية، واستنتج الباحثون أن الرجال يكذبون أكثر من النساء، وأن أحد أسباب كذبهم هو الضغوط المعنوية والمادية التي يتعرض لها الرجل في العصر الحديث سواء على المستويين الاجتماعي والوظيفي لإثارة الإعجاب.
وتحدث نيل ستراوس مؤلف كتاب "اللعبة" الذي يعد من أكثر الكتب مبيعاً في العالم عن أسباب كذب الرجال، وقال ان أحدها هو الرغبة في اثارة اعجاب الآخرين، اما السبب الآخر فهو اعطاء الطرف الآخر أو المرأة انطباعاً حسناً عنه حتى لا تهجره أو تتخلى عنه اذا كانت زوجته او حبيبته، ولكن الذي لا يعلمه الرجال ان المرأة بطبيعتها تشكك في الرجال، وتعتبر الرجل كاذباً حتى تثبت براءته، لذلك غالباً ما تكشف المرأة كذب الرجل بحدسها الذي لا يخيب.
شعور بالضعف
بالطبع فسلوك الكذب عند الرجال ليس فطرياً ولكنه يرجع لتربيته وبيئته وشخصيته، ولكن ستراوس يرى أن كذب الرجل يرجع الى شعوره بالضعف، خصوصا بعد أن خرجت المرأة الى العمل وطالبت بمساواتها بالرجل مما يجعله يشعر بقلق نفسي وضرورة لاثبات ذاته وبأنه اكثر قوة وان وضعه الاجتماعي كرجل مازال متفوقاً.
وما يزيد الصراع لدى الرجل أحياناً ويدفعه الى الكذب هو انه اصبح يواجه نساءً في الحياة أكثر نجاحاً منه على المستويين الاجتماعي والاقتصادي.
وقد تحدثت سوزان كويليام، اختصاصية العلاقات الاجتماعية ومؤلفة كتاب "أسرار لغة الجسد" عن هذا الموضوع أيضاً، وأرجعت سبب كذب الرجال لعدم شعورهم بالأمان وتعويضهم عن ذلك بالتجمل كذباً.
فهم خاطئ
ان فهم الرجل الخاطئ لما تريده المرأة هو بالتأكيد أحد أكبر أسباب كذبه عليها، فهو يعتقد ان بادعائه الثراء او تمثيل دور الرجل "اللقطة" سيثير اعجابها، ولكن حقيقة الأمر تثبت ان المرأة تجذبها صفة الامانة والصدق والقدرة على تحمل المسؤولية في الرجل، فالمرأة لا تبحث عن الرجل الغني كما يعتقد الرجال، لكنها تبحث عن الأمان ولن يعطيها ذلك الا رجل تثق به.
المتفوق
سبب آخر لكذب الرجل لا علاقة له بالمرأة هذه المرة وهو رغبته في ابراز تفوقه على ا قرانه الرجال، فهو يكذب عليهم ليبدو انه الاول والافضل بينهم والاكثر تميزاً.