من أقوال الشيخ الجليل والعقل الرشيد والرأي المفيد الإمام الشافعي وما يفيدنا في الحياة
رضا الناس .
* ـ رضا الناس غاية لا تدرك, وليس إلى السلامة من ألسنة الناس سبيل, فعليك بما ينفعك فالزمه
التزلف .
* ـ التزلف : ما رفعت من أحد فوق منزلته، إلا وضع مني بمقدار ما رفعت منه .
العلم ما نفع .
* ـ العلم ما نفع ليس ما حفظ .
سؤل الشافعى :أخبرنا عن العقل, يولد به المرء ؟ فقال : لا, ولكنه يلقح من مجالسة الرجال, ومناظرة الناس
الفقه سيّد العلم .
*
ـ سأل طالب علم الشافعي رحمه الله تعالى فقال : أي العلم أطلب ؟ فقال : يا
بني .. أما الشعر, فيضع الرفيع ويرفع الخسيس .. وأما النحو, فاذا بلغ
الغاية صار مؤدباً .. وأما الفرائض, فاذا بلغ صاحبها فيها الغاية, صار معلم
حساب .. وأما الحديث فتأتي بركته وخيره عند فناء العمر .. وأما الفقه,
فللشاب وللشيخ وهو سيّد العلم .
الظالم لنفسه .
* ـ أظلم الظالمين لنفسه : من تواضع لمن لا يكرمه, ورغب في مودة من لا ينفعه, وقبل مدح من لا يعرفه
المحافظة على الصديق .
*
ـ قال يونس بن عبد الأعلى : قال لي الشافعي ذات يوم رحمه الله : يا يونس,
إذا بلغك عن صديق لك ما تكرهه, فإياك أن تبادره بالعداوة, وقطع الولاية,
فتكون ممن أزال يقينه بشك .. ولكن إلقه وقل له : بلغني عنك كذا وكذا, وأحذر
أن تسمي له المبلّغ, فان أنكر ذلك فقل له : أنت أصدق وأبر، ولا تزيدن على
ذلك شيئاً .. وإن اعترف بذلك, فرأيت له في ذلك وجهاً لعذر, فاقبل منه, وإن
لم تر ذلك فقل له : ماذا أردت بما بلغني عنك ؟ فإن ذكر لك ما له وجه من
العذر فاقبل منه, وان لم تر لذلك وجهاً لعذر, وضاق عليك المسلك, فحينئذ
أثبتها عليه سيئة أتاها, ثم أنت في ذلك الخيار, إن شئت كافأته بمثله من غير
زيادة, وإن شئت عفوت عنه, والعفو أقرب للتقوى, وأبلغ في الكرم لقول الله
تعالى : (وجزاء سيئة سيئة مثلها, فمن عفا وأصلح فأجره على الله) (الشورى :
40)، فإن نازعتك نفسك بالمكافأة, فأذكر فيما سبق له لديك من الإحسان, ولا
تبخس باقي إحسانه السالف بهذه الشيئة, فان ذلك الظلم بعينه . وقد كان الرجل
الصالح يقول : رحم الله من كافأني على إساءتي من غير أن يزيد, ولا يبخس
حقاً لي .. يا يونس, اذا كان لك صديق فشدّ بيديك به, فان اتخاذ الصديق صعب,
ومفارقته سهل . وقد كان الرجل الصالح يشبّه سهولة مفارقته الصديق, بصبي
يطرح في البئر حجراً عظيماً, فيسهل طرحه عليه, ويصعب إخراجه على الرجال ..
فهذه وصيتي وإليك السلام .