بسم الله
الرحمن الرحيم :
{ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع
الشاهدين}
***********************
قال أحد الحكماء
أمر الدنيا كلها عجب ولكنني أتعجب
من ابن آدم المغرور في خمسة أشياء :
أولها: أتعجب من صاحب فضول الدنيا كيف لا يقدم
فضوله ليوم فقره وحاجته إليه !
والثاني : أتعجب من لسان ناطق كيف يطاوع نفسه
ويعرض عن ذكر الله تعالى وعن تلاوة القرآن !
والثالث: أتعجب من صحيح فارغ رأيته مفطراً أبداً
كيف لا يصوم من كل شهر ثلاثة أيام أو نحوه وكيف
لا يتفكر في عاقبة الصوم إذا استقبله !
والرابع : أتعجب من الذي يمهد فراشه وينام إلى
الصبح كيف لا يتفكر في فضل صلاة ركعتين في
الليل فيقوم ساعة من الليل !
والخامس: أتعجب من الذي يجترئ على الله
ويرتكب ما نهاه عنه وهو يعلم أنه يعرض عليه يوم
القيامة فكيف لا يتفكر في عاقبة أمره لينزجر عنه !.
***************************
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( لو صلّيتم حتى تكونوا كالحنايا وصمتم
حتى تكونوا كالأوتار فما ينفعكم إلا بالورع )
*************************
وعن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي
عن ربه تبارك وتعالى أنه قال :
عبدي أدّ ما افترضت عليك تكن من أعبد الناس
وانته عما نهيتك عنه تكن من أورع الناس
واقنع بما رزقتك تكن من أغنى الناس .
********************
لما توجه عبد الله بن رواحة نحو قرية مؤتة قال
: يا رسول الله أوصني ..
قال : إنك تقدم أرضاً السجود بها قليل
فاستكثر من السجود
قال : زدني .. قال : أذكر الله فإنه عون لك
على ما تطلب
فولى ثم رجع إليه فقال : يا رسول الله ،
زدني ..
قال : اذكر الله تعالى فإن الله وتر يحبّ الوتر
قال : زدني ... قال : نعم ، لا تعجزن
لا تعجزن لاتعجزن
إن أسأت عشراً أن تحسن واحدة
*************************
روي أن الله تعالى قال لموسى عليه السلام :
هل عملت لي عملاً قط ؟
قال : إلهي صليت لك وصمت لك وتصدقت
لك وذكرتك
قال الله تبارك وتعالى : أما الصلاة فلك برهان
يعني حجة لك ،
والصوم جنة والصدقة ظل والذكر نور
فأي عمل عملت لي ؟
قال موسى عليه السلام : إلهي دلني
على العمل الذي هو لك
قال : يا موسى هل واليت لي وليّاً
أو عاديت لي عدوّاً ؟
فعلم موسى أن أفضل الأعمال
الحبّ في الله والبغض في الله تعالى .
***********************
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به
بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به
جنتك ، ومن اليقين ما تهون
به علينا مصائب الدنيا ،
ومتعنا بأسماعنا، وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا ،
واجعله الوارث منا ، واجعل ثأرنا على من ظلمنا ،
وانصرنا على ممن عادانا ، ولا تجعل مصيبتنا في
ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا،
ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا.